آزوكي يعود إلى الواجهة: تراث موريتاني يسطع في السجل العربي للعمارة والتاريخ

ثلاثاء, 07/29/2025 - 21:54

أعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) عن إدراج موقع آزوكي التاريخي في سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، اعترافًا بقيمته الحضارية ومكانته البارزة في الذاكرة الإسلامية والثقافية للمنطقة.

 

ويأتي هذا التكريم الإقليمي بالتزامن مع استئناف أعمال التنقيب في الموقع خلال العام الجاري، بعد انقطاع دام أكثر من أربعين سنة. وقد بادرت وزارة الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، بإشراف مباشر من معالي الوزير السيد الحسين ولد مدو، إلى إعادة إحياء الورشات الأثرية في آزوكي، ضمن رؤية وطنية لإحياء الذاكرة التاريخية وإبراز العمق الحضاري لموريتانيا.

 

ويُعد موقع آزوكي، الذي احتضن أول عاصمة للدولة المرابطية، من أبرز المعالم الإسلامية في غرب إفريقيا، إذ انطلقت منه واحدة من أعظم الدول الإسلامية التي امتد إشعاعها من الصحراء الكبرى إلى الأندلس، ناشرة قيم العلم والدين والتسامح.

 

كما سبق أن تم تسجيل آزوكي ضمن قائمة التراث في العالم الإسلامي التابعة لمنظمة الإيسيسكو، ضمن مبادرة لحماية المعالم الإسلامية ذات الطابع التاريخي والحضاري الفريد.

 

وتأتي هذه الخطوة في سياق ديناميكية وطنية نشطة تهدف إلى تعزيز حضور موريتانيا على خارطة التراث الإقليمي والدولي، بعد تسجيل عدد من رموز الثقافة الوطنية، من أبرزها إدراج المحظرة الموريتانية ضمن التراث العالمي للإنسانية، والاعتراف بملحمة "سامبا گِلادْيُو" كتراث شفهي مشترك.

 

وتؤكد هذه الإنجازات المتلاحقة التزام الدولة بحماية موروثها الثقافي، وحرصها على توظيف هذا التراث كأداة للتنمية المستدامة، وتقوية الروابط بين الشعوب عبر التاريخ المشترك والحوار الحضاري.

وتجدر الإشارة إلى الدور المحوري الذي يضطلع به المحافظ الوطني للتراث، السيد بحام ولد محمد لغظف، في صيانة وإبراز المواقع الأثرية الوطنية، من خلال إشرافه الميداني والمتواصل على البرامج والمشاريع المتعلقة بالتوثيق والتنقيب والحماية.

وقد ساهمت جهوده في إعادة الاعتبار للعديد من المعالم التاريخية، وفي مقدمتها موقع آزوكي، حيث عمل على تنسيق الفرق المتخصصة، وتوفير الظروف الملائمة لاستئناف عمليات التنقيب وفق المعايير الدولية، ما كان له أثر بالغ في تحقيق هذا الاعتراف العربي الهام.

 

إعلانات

تابعونا